بدايات


 إلى نائلة خليل 

اليوم فقط بعد ثلاث سنوات على استخدامها نظرت إلى نوتتي فاكتشفت أنها أليفة وقريبة من قلبي، واليوم أيضا شعرت أن حبي له منساب إلى مسامي..نظرت إلى عينيه الضيقتين فعرفت أنهما تشبهان عيني وأني منه وهو مني وليس مجرد أن قطاراتنا تجاورت في محطة اضطرارية اسمها الأمومة.. نظرت إليه طويلاً يستدعيني الشوق بسهولة دون غبش... فكانت هذه بداية الحب.
***
منذ كنت في الثالثة وأنا اعرف أن شأني سيكون كبيراً وأنتظر المصادفة أو تطوراً طبيعياً ليتحقق ذلك الشأن لكن الأعوام تمر والفشل يتلاحق، لأكتشف ألا شيء تغير. فأقنع نفسي بأنها الظروف وليست الإمكانات، لكني اليوم عرفت أن الموهبة درجات وأني موهوبة بتواضع، لذلك قررت ألا أبكي على أحلام طفلة متفائلة... فكانت هذه بداية الرضا.
***

اتصلت بي بصوتها المبحوح المثير وقالت: "في بلدتي الأشياء تنعى الحياة"، تأثرت وقلت لها: "الأمل قلب الأبدية" وكابدت دموعي، فأردفت: "أتصدقين قبل اعتقاله طلب مني أن أصنع له منسفاً باللحم، أكل كثيراً وضحكنا ثم غادر وأخشى آلا أراه مرة أخرى"..فكانت هذه بداية الفقد.
***
تمطى الوعي بعد صراع طويل مع النعاس، وأفقت أنظر إلى نفسي في المرآة فلم أخف من الأوهام، واستطعت لأول مرة بعد أقل من عامين أن ألتقط نفساً دون غصة حلق أو ارتفاع حرارة القلب. سافر الخوف بعيداً مع فراشات الذاكرة... فكانت هذه بداية الأمان.

1 Response
  1. عابر Says:

    تعليق على:
    "منذ كنت في الثالثة وأنا اعرف أن شأني سيكون كبيراً وأنتظر المصادفة أو تطوراً طبيعياً ليتحقق ذلك الشأن لكن الأعوام تمر والفشل يتلاحق، لأكتشف ألا شيء تغير. فأقنع نفسي بأنها الظروف وليست الإمكانات، لكني اليوم عرفت أن الموهبة درجات وأني موهوبة بتواضع، لذلك قررت ألا أبكي على أحلام طفلة متفائلة... فكانت هذه بداية الرضا"
    إن الحياة تقول لمن يتوق و يتعجل و هي تتحكم فيه بغمرة من عينيها: " انك عاشقي فانتظرني لحظة لأتفرغ إليك"
    قد أتفهم ذهابك مغاضبة مما سميتية " الظروف", لكني في لا استطيع أن أفسر تسلل مفردة "الرضا" إلى حوزتك الإبداعية.
    إن في المنفرد أيتها الفاضلة عواطف تطمح إلى القضاء علية, فان لم تنل منه نالت من نفسها و انتحرت, فهل أنت مستعدة لارتكاب جريمة القتل؟.
    سيكون صبحا يا اختاة
    دام قلمك